إسماعيل سراج الدين بعد اليونسكو

إسماعيل سراج الدين بعد اليونسكو2019-11-07T08:43:43+00:00

إسماعيل سراج الدين بعد اليونسكو

 

دكتور عبد الباقى إبراهيم 

 

كبير خبراء الأمم المتحدة فى التنمية العمرانية “سابقاً”

 

    كان اسم إسماعيل سراج الدين نائب رئيس البنك الدولى ملئ السمع والبصر عندما رشحته القارة الأفريقية لمنصب مدير اليونسكو وقد جاب إسماعيل سراج الدين العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه متحدثاً ومحاضراً باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وقد احتضنته المنظمات المدنية فى مختلف بلدان العالم وأيد ترشيحه كبار المفكرين والعلماء من الحائزين على جائزة نوبل. وقد كان إسماعيل سراج الدين ينفق فى سفرياته وتنقلاته من ماله الخاص الذى وفره على مدى حياته الطويلة عاملاً فى البنك الدولى ولم تساعده مصر رسمياً أو شعبياً مادياً فى كل هذا النشاط وقد ملئت الصحف المصرية بالعديد من مقالات التأييد والإشادة بمؤهلاته الموسوعية فى مجالات التربية والثقافة والعلوم والاقتصاد والأدب والفكر والشعر والعمـارة والتنمية والتخطيط وتسابقت إليه وسائل الإعلام المختلفة من اذاعة وتلفزيون وصحافة تقتبس من فكره ما يثرى الساحة الثقافية والحضارية فى المجتمع الدولى. وكان المصريون فخورين كل الفخر بان تنبت من ارض مصر هذه الشخصية التى حملت جميع الصفات الحضارية. وعندما بدأت عمليات الترشيح والاختيار التى تمت فيها اختيار المرشح اليابانـى لسبب أو لأخر – لا داعى للخوض فى تفاصيل ذلك – ولم يوفق إسماعيل سراج الدين فى الحصول على تأييد الحكومات ومندوبيها فى اليونسكو مع انه اختير من معظم مثقفى العالم. وهذا فخر يفتخر به إسماعيل سراج الدين ونعتز به نحن المصريين. وبقدر الفورة الإعلامية التى ظهرت أبان عمليات الاختيار بقدر ما أنطفئت هذه الفورة بعد ظهور نتيجة الترشيح وكأن إسماعيل سراج الدين كان مجرد ظاهرة أنارت العالم فى فترة من الفترات ثم انطفأت عندما لم يختير مديراً لليونسكو.

  وإذا كنا نحتفى بأحمد زويل عندما حصل على جائزة نوبل وتسارعت جميع الجهات المهتمة بالبحـث العلمى إليه تطلب النصح والمعونة والتأييد لتطوير أجهزة البحث العلمى فى مصر فعلى النقيض لم تهتم الدولة بالاستفادة من إسماعيل سراج الدين فكراً وعلماً ونشاطاً فى مختلف مجالات التعليم والثقافة والعلوم. فلماذا لا تدعو مصر إسماعيل سراج الدين للاستفادة من خبراته العالمية والموسوعية فى مختلف المجالات التعليمية والتربوية والثقافية والعمرانية فى مصر كما كان يرغب فى تأدية هذا الدور إذا ما قيض له أن يختار مديراً لليونسكو.. استفيدوا به فى وضع سياسات وآليات الاستراتيجية القومية للاستيطان خارج الوادى والتى بها العلاج الوحيد لكل مشـاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية والسكانية والأمنية والصحية والتعليمية والبيئية..    استفيدوا به فى وضع سياسات وآليات التنمية المتزامنة لمشروعات جنوب الوادى التى بها مستقبل مصر وحتى لا يترك تعميرها لاجتهادات أصحاب الخبرات المحدودة… استفيدوا به فى وضع أسلوب وآليات ووسائل تمويل إنقاذ القاهرة التاريخية وتطويرها كأساس للاستثمار السيـاحى والحضارى والثقافى وله خبرته فى هذا المجال.. استفيدوا به فى وضع برامج وآليات محاربة الفقر وإسكان الفقراء وتمكينهم من فتح آفاق جديدة للرزق وهو يتول هذه الحملة العالمية فى الوقت الحاضر.. استفيدوا به فى تطوير آليات الحفاظ على البيئة مع التنمية المستدامة فى مناطق التعمير الجديدة.. استفيدوا به فى النهضة الثقافية والعلمية والتعليمية التى تطمح فيها مصر.. ادعوه ليستقبله رئيس الدولة أو رئيس الوزراء.. كما يستقبل أعلام الفكر والعلم فى العالم.. حتى يكون مثلاً للعديد من الخبراء الدوليين ممن استبعدتهم البيروقراطية والأهواء الخاصة فجابوا بقاع العالم يعطون من خبراتهم ما ينفع شعوباً ودول أخرى.. 

   إن رد الاعتبار لإسماعيل سراج الدين لابد أن تتحمله الدولة حكومة وشعباً ومؤسسات للاستـفادة منه ومن خبراته مع معاونته على استرجاع بعض ما أنفقه من ماله الخاص. هذه هى شهامة المصرى وهذه هى خصاله التى يجب أن تظهر فى مثل هذه المناسبات.
مع خالص التحية لإسماعيل سراج الدين الذى ملأ اسمه أرجاء العالم رافعاً رأس مصر عالياً كما رفعها نجيب محفوظ واحمد زويل وغيرهم من قادة الفكر والعلم المصريين فى العالم.

word
pdf