اختراق حاجز الخوف

اختراق حاجز الخوف2019-11-10T13:04:29+00:00

اختراق حاجز الخوف
دكتور عبد الباقي إبراهيم
أستاذ غير متفرغ بهندسة عين شمس

 

 

كانت مشاركة بعض الشخصيات العامة في نشاط حزب الوفد الجديد بداية لاختراق حاجز الخوف من المشاركة في نشاط أحزاب المعارضة فالغالبية الصامتة من المثقفين لا تزال تفضل السير جنب الحيط حتى لا يصيبها ضجيج الحركة السياسية حيث أن معظمهم يعتبر أن انضمامهم للمعارضة سوف يعرضهم إلى كثير من المشاكل التي هم في غنى عنها وذلك في ضوء ما يلاحظونه من الكثير من المتاعب التي يواجهها كل من يبدي رأياً معارضاً لأي مسؤول كبير في الجهاز التنفيذي والتي تصل إلى حد المحاربة في الرزق أو إلى حد السباب والإهانة والإهمال. وقد يصل هذا إلى حد الاتهام بعدم الوطنية والخروج عن الشرعية. وهكذا تتحوصل الغالبية الصامتة من المثقفين على أنفسهم دون الدخول في أي نقاش موضوعي قد يسبب لهم صداعاً لا داعي له. أما الأقلية منهم فيسعون إلى محاولة تبرير ما يقوم به الجهاز التنفيذي من أعمال ومشروعات أما عند الحديث عنها في وسائل الإعلام المرئي أو الكتابة عنها في الصحف وإن كان قد ظهر في الآونة الأخيرة بعض البرامج التلفزيونية التي تسمح بهامش من الصراحة في القول فقط لتبرير حرية الرأي، وإذا كان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية فهو في كثير من الأحيان يفسد هذا الود حيث يعتبر المسؤول الكبير أن أى نقد موضوعي في شأن من شؤون وزارته يعتبر إهانة شخصية يعمل جاهدا لتبريرها. ويتهم من يعارضه من الخبراء بأن في نقده كثير من المغالطات والتجني والافتراء والحقد ودفع الخلافات الشخصية والمهنية كما جاء في توجيهات أحد الوزراء لمدير علاقاته العامة لنشرها في الصحف تجنباً للمسؤولية القانونية. ومن الوزراء من يستحي في مهاجمة ناقديه في كل المحافل حتى لا يسيء لسمعته ويوقف التعامل معه. وهكذا يلجأ العديد من الخبراء والمثقفين إلى اتخاذ طريق السلامة خشية البهدلة والقذف والاضطهاد والمحاربة في الرزق. وإذا كانت القيادة السياسية للدولة تقول بأن المعارضة هي جزء من النظام وأن أعضاءها مواطنون شرفاء يعملون لصالح الوطن، فلماذا ينظر إلى المعارضة بأنها مجرد استكمال للصور وليست جزءاً منها. لماذا لا نرى رؤساء أحزاب المعارضة في الصفوف الأولى مع المدعوين للمناسبات القومية. ولماذا لا يفرد لها نفس المساحة على الشاشة الصغيرة والصحف القومية.
وإذا كان حزب الوفد الجديد هو الحزب المؤهل لقيادة المعارضة الحزبية فقد آن الأوان لتدعيمه بأعضاء جدد من الغالبية الصامتة من المثقفين والعمال دون خوف أو ارتجاف أو انطواء. ورئيس الدولة هو راعي هذه الأمة ومسؤول عن رعيته فمؤسسة الرياسة هي المسؤلة عن حمايتهم كأبناء لدولة واحدة. وأمام حزب الوفد مسؤولية كبيرة في المرحلة القادمة ليس فقط بقيادة أحزاب المعارضة ولكن بمواجهة الجهاز التنفيذي والحزب الحاكم ببرامج محددة وتصور علمي لمستقبل هذا الوطن في جميع المجالات الصحية والتعليمية والثقافية والسكانية والسياحية والصناعية والزراعية والاقتصادية تقوم بإعدادها مجموعات عمل من الخبراء من الغالبية الصامتة التي تريد أن تقول شيئاً دون خوف أو ارتجاف. إذا كان يراد لهذه الدولة أن تتقدم وتواجه كل تحديات المستقبل في القرن الواحد والعشرين حتى لو وصل النقد الموضوعي الهادئ إلى قمة المسؤولية. وإلا تعود الأغلبية الصامتة إلى صمتها ولا تشكو وتثور فقط في مجالسها الخاصة.

word
pdf