الحقيقة التائهة عن تاريخ مصر القديمة

الحقيقة التائهة عن تاريخ مصر القديمة2019-11-26T10:47:58+00:00

الحقيقة التائهة عن تاريخ مصر القديمة

    دكتور/ عبد الباقى ابراهيم

 

كتب الاستاذ/ يحيى يوسف فى كلمته تحت عنوان اكتشاف عن بناء الأهرام التى نشر فى صفحة طب وعلوم فى جريدة الاهرام بتاريخ 21/7/1998 – ان الدكتور/ سيد كريم كشف عن اسرار هامة فى تاريخ مصر القديمة وذلك استنادا الى ثلاث برديات فرعونية يرجع تاريخها الى عصر الدولة القديمة كشف عن سر بناء الاهرامات وتفسير التكنولوجيا المتقدمة والحسابات الرياضية الدقيقة التى استخدمها المهندسون الفراعنة فى فن العمارة وتشييد الاهرامات والمعابد وقص المسلات واقامتها – ويقول سيادته انه اكتشف هذه الاسرار من برديات وجدت فى متاحف بريطانيا وبرلين وباريس هكذا دون ان يفطن اليها احد – ويستطرد قائلا ان الفراعنة استخدموا قدرات علمية وتكنولوجية متقدمة فى بناء الاهرامات وتحكموا فى قوى الجاذبية الأرضية وفهموا البناء الذرى للمادة وما يحويه من طاقات هائلة واستخدموا الليزر فى قص وصقل المسلات والتماثيل الجرانيتيه وتفوقوا فى علم الفضاء ورصد النجوم والمسافات بدقة فائقة ، وتقول المقالة ان الدكتور سيد كريم كشف عن خطأ جميع النظريات التى وضعها علماء الآثار على مر العصور حول بناء الاهرامات من الناحية العلمية والفنية والتقنية وان ماجاء به علماء المصريات فى مصر والخارج من معلومات فى هذا الشأن لاتتفق مع الاعجاز العلمى والتكنولوجى لهندسة البناء عند الفراعنة حيث انهم تحكموا فى قوى الجاذبية واثرها فى رفع الاثقال كما هو الحال على سطح القمر أو فى غرف تحكم الجاذبية الخاصة بأبحاث رحلات الفضاء – فكانوا يوجهون الى الاحجار ذبذبات صوتية خاصة وشحنات كهروستاتيكية تسهل دفعها  إذ لم يكن ذلك سحرا من سحر الكهنة . كما كشف سيادته عن سر استخدام قدماء المصريين لاشعة خضراء تحفظ الموتى استعملوها فى جراحات المخ والاعصاب ، الامر الذى لم يعرفه الاطباء المعاصرون ولم ينشر عنها فى المجلات المتخصصة أو يعلم عنها علماء المصريات .

وفى مقالات صحفية اخرى ذكر عن الاستاذ الدكتور/ سيد كريم انه كشف عن اسرار فى علم المصريات يقول عنها انها اعجزت العالم عندما قدمها فى مؤتمرات علمية عالمية لم يذكر اسمائها ، ومن هذه الاكتشافات المقولة بان قدماء المصريين هم الذين بنوا الكعبة المشرفة وان النبى صلى الله عليه وسلم هو من أصل مصرى – حيث انه ينتمى الى آل عبد مناف الذين هاجروا من عاصمة مصر فى ذلك الوقت وهى منف – ولذلك لقبوا بعبد مناف واطلق عليهم الفراعنة اسم جرهم ، كما جاء عن لسانه فى مجلة المهندسين المصرية (العدد 502) ان اسم القاهرة هو اسم فرعونى مكون من مقطعين ولم يكن لجوهر الصقلى الذى جاء بعد الفراعنة بآلاف السنين دور فى تسمية المدينة بل استعمل اسم القاهرة الفرعونى والذى يعنى – انفاس الإله – كما تحدث سيادته فى مكان آخر عن رسل التوحيد فى مصر القديمة وان الفراعنة قاموا بوضع إله الخير والتناسل – الت وعزت ومنى – فى الكعبة المشرفة . وان الصائبة وهم اتباع اخناتون لايزالون يقومون بالحج وزيارة الكعبة – ويستطرد سيادته قائلا ان المصريين القدماء هم الذين اطلقوا على مكة اسمها فلما بلغوا مكانها اطلقوا عليه اسم (باكا) اى امان الروح كما يقول ان اسماء جميع الانبياء الذين جاءوا الى مصر هى اسماء مصرية قديمة مثل (ابراهيم ، عيسى ، موسى) واشار سيادته كذلك الى ان اسماء ملوك مصر القدماء  التى جاءت فى كتب التاريخ جميعها خطأ ولابد للعلماء من تصحيحها وقال فى مكان آخر ان الدكتور/ ابراهيم سيد كريم (نجله) اكتشف علما جديدا يطلق عليه (بايوجومترى) وان هذا العلم اصله فرعونى وقد تم التوصل فيه الى طريقة للعلاج عن طريق استخدام الاشكال .

ومن الاكتشافات الخطيرة التى يقول سيادته انه اكتشفها هى ان هرم الجيزة الاكبر لم يكن مقبرة وانه كان مرصدا عمله ايموحتب وان قرص الشمس الذى عرف بالحرفين (ل ، هـ) اى له قد تم تحريفه ونطقه البشر بعد ذلك اسم “الله” عز وجل كما يقول ان صلاة الجماعة فى عقيدة اخناتون كانت فى صفوف منتظمة خلف الامام ، وان القدماء المصريين كانوا يطوفون حول هرم ميدون كما يطوف المسلمون حول الكعبة و ان كلمة (آمين) هى فرعونية الأصل ، ويخلص من ذلك ان شكل العبادات الإسلامية اصلها فرعونى .

وفى نفس مقال الاستاذ/ يحيى يوسف جاء ان الدكتور/ زكى حواس ، استاذ العمارة بجامعة عين شمس ليؤكد ان الهرم الاكبر لم يبنى كمدفن للملك ويدلل على ذلك بعدم وجود نقوش الموت كما فى جميع غرف الدفن الأخرى ومقابر الملوك ، بل كان الهرم الاكبر – كما يقول سيادته – تلسكوبا فضائيا خصص للبحث العلمى وقد ثبت له ان الهرم الاكبر بنى على مرحلتين الاولى بنيت كمرصد لمخاطبة السماء وان من بنى هذا الهرم هو سوفيس وليس خوفو كما يقول علماء الآثار ، ويذكر ذلك دون الاستناد الى اى مرجع علمى او حتى الاشارة الى رأى الدكتور/ زاهى حواس الراعى الأثرى لمنطقة الأهرامات .

ان الكتابة فى هذه الموضوعات عن لسان اساتذة العمارة فى الصحف والمجلات لتقول ان هناك اسرارا بالغة الاهمية قد تؤدى الى اعادة كتابة التاريخ الفرعونى والاسلامى وتؤكد المام المصريين القدماء بعلوم الذرة والليزر والغاء الجاذبية الارضية لتسهيل حمل الاحجار الثقيلة التى بنى بها الهرم هذه الكتابات تثير كثيرا من الشكوك والتساؤلات عند القارئ العادى وكيف ان هذه الاكتشافات لم تنشر فى المجلات المتخصصة التى يمكن الرجوع اليها . فما بالك بالعلماء والمتخصصين فى علم المصريات فى مصر والخارج عندما يقال لهم ان هذه الاكتشافات نشرت فى المؤتمرات العلمية العالمية دون ذكر لهذه المؤتمرات . ويبقى التساؤل عند القارئ العادى – أين علماء التاريخ والمصريات والذرة والليزر والجاذبية من كل ماينشر ؟! إذ ان عدم الرد أو التعليق على ماينشر فى هذاالمجال اما عن عدم اكتراث وهذا يسوءهم واما عن صدمة علمية صدموا بها وافقدتهم النطق حتى يراجعوا مراجعهم وبحوثهم . واين علماء الآثار الذين يجوبون العالم يتحدثون عن الاهرامات واسرارها ؟! واين العلماء المتخصصون فى المجالس القومية فيما يقال وينشر عن اكتشافات مذهلة  قد تغير التاريخ والبحث العلمى ؟! . ان القارئ العادى هنا لايؤيد أو ينفى ولكن يتسائل عن الحقيقة التائهة التى قد تقلب موازين عقله الذى استقر على مفاهيم ومعلومات حصل عليها من قبل .

word
pdf