الدخــول فـى البيت المفتـوح

الدخــول فـى البيت المفتـوح

دكتور عبد الباقي إبراهيم

مع انتشار الحركة العمرانية فى الدول الإسلامية والعربية كان لابد من فتح الآفاق التى تستوعب هذه الحركة بالبحث والنشر لتقييم التجارب المعمارية ودفعها لتحقيق طموحات هذه الدول التى كانت نبعا فياضا من ينابيع العلم والمعرفة المعمارية وموردا من موارد الإنجازات الحضارية التى شملت العالم شرقه وغربه والبيت المفتوح كمجلة علمية يفتح أبوابه لكل فكر مجدد وكل عمل مبدع وكل إنجاز متطور فى حدود القيم الإسلامية التى تنظم حياة الإنسان وبالتالى تنظيم تطور العمران الذى يعيش فيه. وإذا كانت آفاق النشر العلمى فى مجال العمارة والعمران فى الدول الإسلامية والعربية لا تتناسب مع النهضة العمرانية التى تشهدها هذه الدول فى اندونيسيا شرقا إلى المغرب غربا فقد آن الآوان لإصدار مجلة متخصصة تسعى إلى نشر البحوث المتميزة فى المجال المعمارى والعمرانى بحيث يتأكد هذا التميز من خلال لجان على مستوى عالى من العلم لتحكيم هذه البحوث وإجازتها للنشر على أوسع نطاق ممكن حتى تعم الفائدة بتبادل الأفكار والمعلومات وحتى لا تنتهى الأعمال البحثية إلى أدراج المكاتب أو المخازن دون استفادة حقيقية منها. الأمر الذى ظهر فى تعدد تكرار الكثير منها دون أن يدرى أصحابها أن أبواب البيت المفتوح سوف تفتح على مصراعيها لتستقبل البحوث المعمارية والعمرانية فى أبواب متخصصة تضم الفكر المعمارى والحفاظ على التراث وتطوير المدن الإسلامية وتكنولوجيا البناء وتطوير المهنة والأداء وكذلك التصميم الحضرى وتنمية المجتمعات الجديدة وإدارتها والإسكان بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والتصميمية مع التأكيد على بناء المجتمعات العمرانية بإنسانها وعمرانها معا.. وتنظيم وإدارة عمليات التنمية العمرانية والتعامل مع مشاكل المناطق العشوائية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والتمويلية والإدارية والتنظيمية.. وكذلك البحث عن وسائل عملية لإيواء من لا مأوى لهم والعناية بمراكز البناء بالجهود الذاتية مع عرض وتبادل الخبرات العلمية والعملية فى هذا المجال, ثم هناك موضوع الطابع والشخصية المحلية للعمارة وذلك بخلاف البحوث التى تؤدى إلى الارتقاء بالعمليات التعليمية فى مجال العمارة والتخطيط والإسكان, ومجالات التدريب والتعليم المستمرة, ويتبع ذلك الإعداد للمؤتمرات و الندوات المعمارية والتخطيط على مستوى العالمين الإسلامى والعربى بمشاركة الجامعات والمنظمات ذات العلاقة.. بل هناك العديد والعديد من مجالات البحث العلمى الذى يقدم للتحكيم ثم النشر حفاظا على المستوى العلمى للبحوث والدراسات…
هذا هو الطريق إلى الارتقاء بالمستوى الحضارى للعمران الإسلامى من خلال القيم والقواعد التى يرسمها الإسلام.. والبيت المفتوح يفتح أبوابه لكل المعماريين والمخططين لأعضاء هيئة التدريس فى المعاهد والجامعات فى كل أرجاء الأرض ممن يهمهم الارتقاء بالإنسان والعمران فى العالم الإسلامى.