الدكتور إسماعيل سراج الدين في توشكى

الدكتور إسماعيل سراج الدين في توشكى2019-11-07T14:37:48+00:00

الدكتور إسماعيل سراج الدين في توشكى

للدكتور . عبد الباقي ابراهيم
كبير خبراء الأمم المتحدة في التنمية العمرانية سابقاً

 

 

تزخر مصر بكم ضخم من الخبرات العالمية في جميع المجالات العلمية والأدبية والاقتصادية التي تساهم في التقدم الحضاري لكثير من دول العالم شرقه وغربه جنوبه وشماله والأمثلة كثيرة لا مجال هنا لحصرها.. ومن هذه الخبرات المتعددة المواهب شخصية يندر أن تظهر على صفحات الإعلام المصري ، ومع ذلك فهى تملأ صفحات الإعلام في كل الدنيا ، ترفع اسم مصر. ونذكر هذه الشخصية الموسوعة في هذه الأيام ليس لأنها مرشحة لمنصب مدير منظمة اليونسكو ومؤيدة من عدد كبير من الحاصلين على جائزة نوبل ومن غيرهم من أدباء ومفكرين وعلماء من مختلف أنحاء العالم، ولكنها تذكر في مناسبة الحديث عن مشروع توشكى الذي توليه الدولة اهتماماً كبيراً وتفتح به آفاقاً واسعة للمستقبل للنهوض بمصر كأحد المشروعات العملاقة التي تحمل اسم حسني مبارك ، وإذا كانت الدولة قد تجمع لديها عدد كبير من البحوث والدراسات التي تؤيد الجدوى الحضارية لهذا المشروع الكبير الذي بدأت ملامحه تظهر على سطح الأرض ، إلا أن هذه البحوث والدراسات لا بد وأن يتبعها بحوث ودراسات أخرى تدفع حركة التعمير والاستيطان في المشروع الجديد على المدى الطويل ، لا تتوقف بل تتحرك بتحرك عمليات التنمية وتتغير بتغير التحولات التي يمر بها هذا المشروع العملاق في إطار من التنمية المستدامة ، الذي لا يجمع أبعادها أحد أكثر من الدكتور إسماعيل سراج الدين نائب رئيس البنك الدولي لشئون البيئة والتنمية المستدامة .. نظراً لما جمعه من خبرة عريضة على مدى سنوات عمله بهذه المنظمة الدولية ، فقد جاب دول الدنيا شرقها وغربها ليس كسائح ولكن كخبير دولي يدقق ويقيم خطط التنمية التي تطرحها هذه الدولة ، وقد جمع خلال مدة عمله الطويلة حصيلة ضخمة من المعرفة في المجالات الاقتصادية والعمرانية والتنموية والحضارية ، وتفتحت أمامه الأبواب الواسعة لأبعاد وتفاصيل الخطط القومية لكثير من الدول خاصة دول العالم الثالث ، التي أعطاها كل الاهتمام والعناية في تقاريره وكتاباته حتى أصبح مرجعاً من مراجع العلم والمعرفة بهذه الدول.
وإذا كانت مصر تحاول أن تستقطب أبناءها الذين تميزوا وأبدعوا في الخارج للمساهمة في نهضتها وحضارتها الحديثة وخاصة في مشروع توشكى ، فليكن الدكتور إسماعيل سراج الدين هو أول من يدعى للمساهمة في هذا المشروع القومي الكبير بفكره وخبرته وانتمائه الشديد لمصر..فهو ليس فقط اقتصادياً من الطراز الأول ولكنه مخطط عمراني وله اهتماماته الثقافية والحضارية في مجالات الفكر والتراث والعمارة . فقد نشأ معمارياً ، ثم تدرج ليكون خبيراً في التخطيط العمراني ثم عالماً في الاقتصاد القومي وعاشقا للفنون والآداب . فهذا المزيج الكبير من المعرفة هو الذي أهله لأن يرشح لإدارة منظمة اليونسكو ليربط العلوم والفنون والآداب بالاقتصاد والتنمية البشرية ، ومشروع توشكى في أمس الحاجة إلى الرؤيا الموسوعية للدكتور إسماعيل سراج الدين المعماري والمخطط ، ليضع لمساته الفكرية والعلمية والإدارية لعمران هذا المشروع الكبير ، قبل أن تعبث به أصابع الجهل والادعاء وتتناوله أيدي المبتدئين و المجتهدين ، وإذا كانت الدولة قد استنفرت للمشروع الكبير كل الإمكانيات واستعانت بكل الخبرات المحلية والأجنبية فلا أقل من أن تستدعي الدكتور إسماعيل سراج الدين وتضع أمامه كل البيانات والمعلومات والدراسات وتأخذ منه الرأي والنصيحة والتوجيه من واقع خبراته الطويلة في مجالات التنمية التعمير ، وتستمع إلى ما يقول في أسلوب الاستيطان البشري في منطقة المشروع وإلى ما ينصح به في مجال العمارة والعمران.

وإذا كانت الدولة من ناحية أخرى حريصة على تطوير القاهرة التاريخية ، فإن الدكتور إسماعيل سراج الدين هو أقدر من يدلي بدلوه في هذا المجال الذي دخله بحب وانتماء عام 1983م وتابع ما يتم فيه من دراسات ومخططات واقتراحات ومصادر تمويل ومساعدات فهو أحد أقطاب لجان التوجيه في مؤسسة الأغاخان لإحياء التراث المعماري والعمارة الإسلامية والحفاظ على المناطق التاريخية والأثرية.
إذا كانت الدولة تسعى الى الاستنارة بالرأي في أي مجال من مجالات التنمية فعليها بإسماعيل سراج الدين الذي ملأت خبراته الآفاق- ومصر أولى بأبنائها المخلصين .

word
pdf