الدوحة يزعج جمالها تلك المساحات الخالية جريدة الدوحة القطرية 29/9/1988 الدوحة عروس جميلة وجهها هادىء مشرق ويشع بالحيوية والشباب ومع كل طلعة شمس يمكن لسكانها أو لزائريها أن يلحظوا جديدا فى ثوبها الفضفاض … إما بقعة خضراء تغازل العيون أو تطريز معمارى يداعب النفس ويعاندها فى حب. هكذا ترى الدوحة ؟ ! لكن كيف يراها خبراء التخطيط العمرانى وأساتذة بناء المدن ؟ ! * وأقاطعه هل هناك تجانس فى البناء والعمارة ؟ ! ودعنى أقولها بشكل آخر لو سألت أى شخص عن لاعب كرة أو مباراة فى الدورى الايطإلي سيجيبك على الفور باسمه أما لو سألته عن الموسوعة الاسلامية للتخطيط العمرانى فلن يعرف ولن يرد ؟! والسبب فى هذا هى الصحافة !! لو سألت أى إنسان أو قارىء عن سعاد حسنى فبالطبع هو يعرفها ويعرف إنتاجها لكن لو سألته عن أجمل مبنى فى الدوحة فلن يعرف ؟ ! ولن أطيل عليك لن تتطور العمارة عندنا ولن تتجانس بالشكل المطلوب إلا بمساعدة الاعلام المرئى والمكتوب ومن خلالها يمكن أن نحقق التجانس فى العمارة القطرية وأيضا نبعث الطراز الاسلامى من جديد ونحافظ عليه. والحمد الله أن الفكر هنا موجود والأسس متوفرة ودعاة العمارة الاسلامية موجودون وأسس التصميم المعمارى والتخطيط الحضرى موجودون أيضا. ودعونا نضرب مثلا بأنقرة كيف نجحت من خلال التشجير فى إحداث طابع عمرانى لها يتوفر فيه الانسجام والتجانس. * وأطرح عليه هذه المرة سؤالا ألا وهو مداخل مدينة الدوحة ليس لها طابع واضح ولذلك كيف نجملها ونميزها بطابع عمرانى محدد ؟ ! ** بسرعة يقول خذ مثلا الآية القرآنية وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ؟! يمكن ان نستوحى منها لوحة رائعة فى مدخل المدينة الصناعية وأيضا الآية الكريمة من سورة البقرة ” مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ” صدق الله العظيم “ ** يعود فيقول كما ذكرت سابقا فهى زيارة من قبل الأمم المتحدة لاجراء بعض الدراسات كما إنها للتنسيق مع الاخوة هنا فنحن نعد الآن لموسوعة أسس التصميم المعمارى والتخطيط تحت إشراف منظمة العواصم الاسلامية .. ومرة أخرى العمارة الاسلامية غنية جدا جدا وسخية ويجب أن نتنبه لذلك ونحترم ذلك. وهذه المنظمات مهتمة بأن تعكس روحنا الاسلامية والعربية على المبنى والشارع وتسعى لانتشالنا من حالة الارتباك الحضارى التى ضاعت فيها هويتنا وتحاول أن تسير فى طريق ديننا الاسلامى لأن ديننا يعلمنا الاعتماد على الذات ويحررنا من الاعتماد على قوى لا ترجو لنا إلا الشر وتسعى هذه المنظمات جاهدة أيضا لتحويل الدعوة للعمارة الاسلامية والتخطيط العمرانى إلي تطبيق نراه ونلمسه على الواقع. تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1949 وحصل على بكالوريوس العمارة وكان الأول بامتياز ، وسافر إلي انجلترا ليحصل على بكالوريوس آخر فى العمارة من جامعة ليفربول 1955 ثم الماجستير والدكتوراه فى تخطيط المدن من جامعة نيوكاسل عام 1959 . قام بعد ذلك بالتدريس فى جامعة عين شمس وأثناء عمله بها انتدب للعمل مديرا عاما لادارة الاسكان بالجهاز المركزى للمحاسبات عام 1966 ثم خبيرا للأمم المتحدة فى الكويت عام 1968 وحتى 1970 وفى عام 1973 عمل كبيرا لخبراء الأمم المتحدة بالمملكة العربية السعودية وكمدير لمشروع التخطيط العمرانى الذى استمر حتى عام 1979. وقد انتدب للعمل كأستاذ زائر فى جامعة شتشن فى بولندا عام 1968 … كما أختير عضوا فى عدد من هيئات تحكيم المشروعات المعمارية والتخطيطية فى مصر والسعودية والامارات. وفى مجال العمارة والتخطيط نشر مئات البحوث وتم ترجمة التراث الاسلامى المعمارى لنشرها بين الثقافات الأخرى. |
الدوحة يزعج جمالها تلك المساحات الخاليةcpas2019-12-08T14:31:07+00:00