العمارة

العمارة2019-11-19T13:44:30+00:00

العمارة

دكتور مهندس/ عبد الباقي إبراهيم

 

 

العمارة وهي من الإعمار والتعمير بمفهوم التنمية العمرانية التي تسعى إلى خدمة الفرد والمجتمع وتستجيب لمتطلباته السكنية والإدارية والخدمية والتجارية والتعليمية والثقافية والرياضية والترفيهية. يقول ابن خلدون في مقدمته
” الحكم بالجند والجند بالمال والمال بالعمارة” ( أي التنمية). والعمارة في مفهومها العام هي كل ما يبنى على وجه الأرض من مباني تخدم المجتمع وتستجيب لمتطلباته، وليس ما يبنى لتخليد الإنسان كما قال تعالى في قوم عاد “أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون” سورة الشعراء- آية (128-129)، والعمارة في الإسلام هي كل ما يبنيه المجتمع من مباني على قدر حاجته فيها ولا تتعارض مع العقيدة الإسلامية وإلا فقد المبنى وضعه الإسلامي. أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس عند بناء الكوفة بالحجارة ألا يرفعوا بنياناً فوق القدر. قالوا وما القدر؟ قال ما لا يقربكم من السرف ولا يخرجكم عن القصد (من مقدمة ابن خلدون)، والعمارة في الإسلام لا تتقيد بشكل، فالشكل يتغير بتغير المكان والزمان حضارياً وبيئياً أما العقيدة فثابتة ولا يحدها زمان أو مكان. والعمارة في الإسلام توفر الخصوصية الشخصية أو الفردية في الداخل وتتوافق مع قيم الجماعة من الخارج الأمر الذي يضعها في نظرية عالمية كعالمية الإسلام، أما ما يطلق عليه جوازاً بالعمارة الإسلامية فهي تنحصر فيما بنى من تراث في منطقة محددة من الأرض أطلق عليها العالم الإسلامي وفي فترة من الزمن أطلق عليها العصر الإسلامي، كما تنحصر فيما يبنى من مباني تحمل بعض العناصر المعمارية المميزة مثل القبة والقبو والعقد مضافة إليها الزخارف الهندسية أو النباتية ، وهذا ما يتعارض مع عالمية الإسلام وانتشاره في بيئات وحضارات مختلفة شرقاً وغرباً ، جنوباً أو شمالاً لها خصائصها المعمارية. ولعمارة المسجد أصولها الفقهية والإنشائية التي تحرص على توفير الصفاء النفسي خلال أداء الصلاة كما تحرص عل الإقلال من الأعمدة التي تقطع الصفوف باستعمال نظم البناء المتقدمة. وعمارة المسكن توفر الخصوصية للساكنين ولا تعلو إلى ما هو أكثر من أدوار قليلة تفادياً للخلل الاجتماعي والأمني. وتبنى المساكن في مجموعات للجوار يحددها الحديث النبوي الشريف ” ألا إن أربعين داراً جار” رواه الطبراني مما ينمي وحدة الجوار والتآخي والتراحم والتكافل بين السكان دون تمييز بين الطبقات ، قال تعالى ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (سورة الحجرات آية 13).
وللفقراء نصيب من العمارة فيما يسمى بعمارة الفقراء، والإنفاق على عمارة الفقراء يعتبر من مصارف الزكاة كما جاء في فتوى الدكتور محمد سيد طنطاوي للجمعية المركزية لإيواء المحتاجين.

word
pdf