العمـارة والثقـافةد . عبد الباقى إبراهيم
الأهرام 2/2/ 1982 دائماً ما تتردد العبارة التى تقول إن العمارة أم الفنون حيث تحتوى الفنون التشكيلية والموسيقية والمسرحية ولكنها فى واقع الأمر لم تعد كذلك بعد أن فقدت العمارة المعاصرة مقوماتها الحضارية .. وإذا كانت العمارة على مر العصور تعتبر المرآة التى تنعكس على صفحاتها الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والثقافية للمجتمعات فى كل عصر ، وإن كانت فى الوقت الحاضر قد فقدت مقوماتها الحضارية فهى بذلك تعبر عن فقدان المجتمع لجانب من مقوماته الثقافية . إن إرتباط العمارة بالثقافة ليس إرتباطاً وجدانياً أو معنوياً ولكنه كذلك إرتباط عضوى ، ففيها يعيش الإنسان بجسمه ووجدانه معاً ، والتعايش بين الإنسان والعمارة هو تعايش مستمر سواء فى مكان السكن أو مكان العمل أو مكان الترويح عن النفس .. فالعمارة إذن هى حيز يحتوى الإنسان حركته الداخلية أو الخارجية .. وإرتباط العمارة بالثقافة كذلك إرتباط علمى يعرفه الخاصة و العامة .. هى ملتقى العلوم الهندسية فى الإنشاء والبناء .. فى المواد والتجهيزات وهى ملتقى العلوم الفنية فى التأثيث والتنسيق فى التكوين والتشكيل ، فهى فعلاً أم الفنون خاصة إذا كانت ملتزمة بالخط الإسلامى فى تصميمها وتخطيطها .. فأين كل هذا مما يقام أو يقال .. إن العمارة عند المثقفين حضارة تشيّد .. وعند العلماء تاريخ يكتب .. وعند الحكماء كتاب يقرأ ، وعند الحكام صروح تبنى .. وعند المتخصصين إنجاز وإبتكار .. فأين كل هذا مما يقام أو يقال .. |
العمـارة والثقـافةcpas2019-12-11T13:37:23+00:00