الـفــكر المعمارى

الـفــكر المعمارى2019-12-02T12:24:56+00:00

الـفــكر المعمارى

 

الاخبار 26/4/1993

 

 

ما من شك، أن أى عمل فنى وابداعى جيد .. قائم على تصور بنائى متكامل .. تماما كعملية تصميم هندسى .. له قواعده ونظرياته ومتطلباته وأشكاله وأهدافه الجمالية والحسية والمادية. الخ

يتساوى فى هذا الكتابة للمسرح … أو قطعة المؤلف الموسيقى … أو اللوحة الفنية … والتشكيل بصفة عامة سواء الحركى أو الصامت المتحرك وعلاقة كل جزء فيه بالكل … وتصميم المبانى بكل نوعياتها … تصميم عروض الباليه …. وكيف تندمج بكل اليقظة الموسيقى مع الحركة مع الديكور مع تحركات المجاميع مع الملابس مع الاضاءة مع صمت الانتباه فى قاعة تضم حشدا من الجمهور بينما كل فرد فيه فى عالمه الخاص المتفرد … فى تواصل خاص بينه وبين خشبة المسرح … بل أكاد أحس أن كل مقعد فى قاعة المسرح زاوية خاصة للرؤية وأن ما أشاهده لا يشاهده من يجلس بجوارى ولو بمسافة بضعة سنتيمترات وتختلف أيضا هذه السنتيمترات فى نفس اللحظة الخاصة بالرؤية لمن يجلس أمامك أو خلفك . فأنت تملك وحدك حق هذا المكان فى هذه اللحظة … بهذه الزوايا.

وحتى لا يطغى على الاحساس بالمتعة والجمال لمشاهدة باليه البولشوى بقاعة المؤتمرات الدولية وفرقة يورى ” جروجردفيتش ” أحد عظام البناءين فى عالم الباليه الكلاسيك .

أعود الى دراسة الدكتور عبد الباقى ابراهيم والخاصة ببناء الفكر المعمارى والعملية التصميمية والتى صدرت من مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية.

وسمحت لى الصدفة أن أتصفحها وأشتريها من منافذ أول ندوة عالمية لعمارة الفقراء – حسن فتحى – برعاية الوزير حسب الله الكفراوى للاسكان والتعمير والمجتمعات الجديدة وبتنظيم جمعية إحياء التراث التخطيطى والمعمارى … ولنا مع عمارة الفقراء وقفة أخرى.

وما جذبنى فى هذه الدراسة انها تبدأ من أول بناء هذا الفكر من خلال العملية التعليمية ومراحل تنمية المدارك الحسية وعلاقات الحس بين الاشكال وتشكيل الفراغات والحركة  بين الرسم والتجسيد … واستيعاب القيم … كل هذه الابواب الاولى للدراسة…

حول كيف نكون هذا الفكر عند النشء ليس فقط من خلال ألعاب المربعات وتكوين المنظر المجزأ أو الشكل المسبق تقديمه فى تصميمات معدة … سالفا . وان اختلفت أسس التصميم فى الانتاج الفنى عن الانتاج المعمارى. وبناء الانسان المعمارى المؤهل للتحصيل الذاتى والذى يضاعف من قوة بنيته الفكرية والفنية ، لينطلق الى آفاق جديدة من الابداع والابتكار … ومن هنا يخرج الرواد المعماريون ليضيفوا الجديد فى عالم العمارة بالعمل فى التصميم وبالكلمة فى التأليف.

وتتطلب العملية التعليمية تحديدا دقيقا للجرعات التى يمكن للطالب أن يتقبلها فى كل مادة من المواد المتكاملة وهى الجرعات التى تتناسب مع قدرته على الاستيعاب حتى تصبح جزءا من بنائه الفكرى … وتقديم الجرعات التعليمية يختلف باختلاف الاسلوب التعليمى سواء من خلال الالقاء أو العرض أو المشاهدة أو التطبيق حتى يمكن استغلال كافة حواسه العقلية والبصرية واللمسية.

ولقد شهدت الدول الاوربية فى عام 1967 ثورة فى التعليم المعمارى قام بها طلبة الكليات والجامعات .

وبدأت حركة التجديد فى المناهج المعمارية بالمدارس المعمارية خاصة فى فرنسا وايطاليا فى الوقت الذى كان فيه الاتحاد الدولى للمعماريين قد أنهى مؤتمره عن التعليم وبناء الفكر المعمارى فى عام 1965 … وهكذا ظهرت حرية الفكر والرغبة فى التطوير عند الطلبة قبل الأساتذة تعبيرا عن حيوية الحركة المعمارية وقوة الدوافع الذاتية نحو مستقبل معمارى أفضل.

word
pdf