بدايـة الكتابـة فى شئـون القريـة

بدايـة الكتابـة فى شئـون القريـة2019-12-12T09:54:52+00:00

بدايـة الكتابـة فى شئـون القريـة

بدأت الكتابة ، عندما سافرت إلى إنجلترا عام 1950 ورأيت حركة الإنشاءات على قدم وساق ، فى مبانى مهرجان بريطانيا لعام 1951 ، وبعد مرور مئة سنة على إحتراق القصر البللورى ( المعرض الصناعى ) عام 1851 .. وكانت مناسبة أخرى هى تتويج الملكة ..وكان العمل على شاطىء البحر وأمام البرلمان البريطانى يمثل خلية من النحل ، تعمل فى نظام وجلد ، وبالرغم من الظروف الصعبة ، التى كانت تعيش فيها بريطانيا ، بعد الحرب العالمية الثانية ، تأثرت بهذا المنظر الفريد .. كما تأثرت بنوعية الإنشاءات التى أقيمت فى تلك الفترة وكانت علامة مميزة فى تاريخ العمارة فى إنجلترا .. بدأت أطالع الصحف والمجلات .. وكتبت أول مقال فى 8-11-1950 ، وفى أول ركن للعمارة يصدر على صحيفة يومية ، هى جريدة المصرى فى ذلك الحين .. وكانت البداية ..ثم بدأت أطالع الصحف والمجلات ، بحثاً عن موضوعات أخرى .. فكتبت ثانى مقال عن سياسة التعمير فى العالم .. ونشر فى ركن العمارة فى 11/1/1951 .. وبعد ذلك وجدت إننى أخرج قليلاً عن مسار دراستى فى الجامعة .. فتوقفت عن الكتابة .. ولكن إلى أجل ، وبعد خمس سنوات عدت إلى مصر لأكتب .. مرة أخرى عن القرية المصرية ، التى كانت محور دراستى للماجيستير .. فكتبت أول مقال ، بعد عودتى ، حول مشروع تخطيط القرى فى 20/9/1955.. يحمل نفس الأهداف التى لازالنا ننادى بها حتى الآن .. بعد مايقرب من ثلاثين عاماً .. ومكثت فى مصر عامين ، عدت بعدها إلى إنجلترا ، لإستكمال دراستى للدكتوراه .. ورجعت إلى مصر مرة اخرى فى يوليه 1959 ، لأكتب مرة أخرى عن القرية المصرية فى 9/8/1960 ، ولكن بعمق أكثر ودراية أقوى .. فكان موضوع رسالتى للدكتوراه عن التنمية الريفية وتخطيط القرىة المصرية .. وأصبحت أدرس هذه المادة .. ولأول مرة فى قسم العمارة بجامعة عين شمس .. وأستمرت كتاباتى عن القرية ، ونشر المقال التالى يوم 25/4/1963 ، شارحاً للأبعاد الإدارية والتنظيمية فى بناء القرية المصرية ، وأشرت فى هذا المقال ولأول مرة ، إلى موضوع الإرتقاء بالبيئة العمرانية ، وهو الموضوع الذى ظهرت أهميته لنا ، عن طريق مشروعات المعونة الأمريكية عام 1982 ، أى بعد حوالى عشرين عاماً من الزمان .. وهكذا كانت رحلتى مع القلم ، فى معالجة مشاكل القرية المصرية ، التى إرتبطت بكيانى الإجتماعى، كما إرتبطت بكيانى العلمى بحثاً وتدريساً .

ولم تقتصر كتاباتى على الجوانب التخطيطية للقرية أو المدينة ، بل إنتقلت بها إلى الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ، وكان الهدف هو ربط العمل الشعبى بعملية التنمية الإقتصادية الإجتماعية ، ربطاً عضوياً ، تظهر معالمه فى البعد المكانى للتخطيط العمرانى ، وفى هذا الموضوع كتبت مقالتى فى 20/9/1962 بهدف إيجاد صورة للتقسيم العمرانى للقرية أو المدينة ، تبنى على أساس التقسيم الإجتماعى ، وليس التقسيم الهندسى ، الذى ترسمه الشوارع والطرق ، التى هى فى حقيقة الأمر تقطع الأواصر الإجتماعية للاحياء إذا حملت المرور السريع ، وقد تكون محاور للتنظيمات الإجتماعية ، إذا ذهبت عنها السيارة ، وتعرض المقال لوحدات التنظيم الشعبى ، فى كل من القرية والمدينة ، فى إطار مبادىء التخطيط العمرانى ، وقد أثير هذا الموضوع لأول مرة فى هذا المقال .. وهويفتح مجالات أوسع للبحث أو الدراسات التخطيطية والإجتماعية والسياسية .. وهكذا أظهرت كتاباتى هذه الموضوعات الجديدة .. وانا لازلت فى بداية الطريق .. مدرساً بقسم العمارة ، بجامعة عين شمس .

word
pdf