تعاليم الأسلام بين الفتوى والتطبيق

تعاليم الأسلام بين الفتوى والتطبيق2019-11-25T13:16:18+00:00

تعاليم الأسلام بين الفتوى والتطبيق

بريد الجمعه

      دكتور عبد الباقى إبراهيم

         رئيس مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية

    وكبير خبراء الأمم المتحدة في التنمية العمرانية

       وأستاذ التخطيط ورئيس قسم العمارة بجامعة عين شمس

مقدمة :

الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ مادة الحديث ونائب رئيس جامعة الأزهر وعضو مجلس الشعب .. يكاد يصرخ علي صفحة أخبار الجمعة بسب الخطأ الذي نسب اليه في شأن الحجاب كفرض علي المرأة وتحريم الباروكة، وأخذ يؤكد في مقاله رأي الاسلام في هذا الشأن مستندا الي كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية .. ثم ألقي المسؤولية علي المرأة السافرة تتحمل وزر من ينظرون اليها . وهذه الدعوة سبق أن أطلقها فضيلة الشيخ محمد الغزالي والشيخ متولي الشعراوى والدكتور سيد طنطاوى مفتي الجمهورية في العديد من المناسبات و مع ذلك لم تتغير صورة المجتمع فهناك نائبات في مجلس الشعب لازلن يتحملن وزر من ينظرون اليهم كما يقول الدكتور عمر هاشم زميلهن في المجلس … وهناك غيرهن ممن يتقلدون المناصب القيادية في الدولة وهن المثل والقدوة لا يعملن بتعاليم الاسلام في هذه الجزئية ، الأمر الذي يثير البلبلة بين جمهور المسلمين وفضيلة الشيخ محمود فايد علي نفس صفحة أخبار الجمعة يعترض علي المواد التي يعرضها التليفزيون مما تفسد الذوق وتتنافي مع الدين وتحول الجهاز الخطير الي آداة هدم وتخريب بدلا من أن يكون آداة بناء وتعمير كما يقول فضيلته . هذا في الوقت الذى يدعو فيه المسؤولون عن هذا الجهاز في المؤتمر الثاني لوزراء الاعلام في الدول الاسلامية الي ضرورة وضع ميثاق شرف الاعلام الاسلامي ليكون دليل عمل الاعلاميين في الدول الاسلامية . ويأتي هذا النداء علي صفحات نفس أخبار الجمعة في نفس الوقت الذى يحذر فية المسؤولون عن الأمن من هؤلاء الذين يشوهون وجه الاسلام بالعنف والتطرف خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي جرت في الجزائر… ورجل الشارع المسلم يقف أمام كل هذه التوجهات يسمع الفتوى ولا يرى التطبيق وهنا يتسائل البعض عن مدى الالزام او الالتزام بتعاليم الاسلام ومدى قدرة ولي الأمر علي تطبيق الفتوى.

شوهد أحد عمداء كليات الجامعة وهو ثائر بسب التزام طالبه بالكلية بلبس الخمار الذي يخفي شخصيتها وكادت ثورته تنتقل الي عراك مع مجموعة من الطلبة حضروا للدفاع عن الطالبة واستند العميد في حواره معهم الي التعليمات التي صدرت اليه بهذا الخصوص و كان أمرا عجبا ألا تصدراليه تعليمات أخرى تمنع التزين بالأصباغ ولبس البنطلونات لدى اعداد أكبر من الطالبات المنتشرات في حرم الكلية وفي هذا تطرف آخر في أتجاه آخر يتنافي مع تعاليم الاسلام الذى تدعو إلى الوسيطة في معالجة الأمور. فهل يكتفي علماء المسلمين باطلاق الفتوى دون العمل علي تطبيقها خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين يتولون مسؤولية التشريع في مجلس الشعب . واذا كان الحجاب هو أحد هذه المسائل التي تهم غالبية الشعب كظاهرة تتميز بها المجتمعات الاسلامية … وليست مظهرية .. فهناك العديد من المسائل الأخرى التي تتصل بالعمل والانتاج والتعليم والصحة والبناء التعمير لابد وان تعالج في اطار المنظور الاسلامي  حتي لا تكون هناك حجة عند البعض من أن علماء المسلمين غير قادرين علي تقديم برنامجهم فى الممارسة السياسية والاقتصادية والأجتماعية للأمة الأسلامية كأمة وسطا. وحتي لا ينفصل الدين كلية عن الدنيا فالصفحة الدينية التي تنشر في الصحف اليومية كل يوم جمعة أصبحت تتعادل في حجمها وأهميتها عند المسؤولين عن الأعلام كصفحة الرياضة اليومية وصفحة المسرح والسنيما الأسبوعية . أن الوقوف أمام الهجمات الشرسة علي الاسلام بسبب ما شابه من استعمال البعض للعنف والتطرف لابد وأن يؤيد بإثراء الفكر الاسلامي ليكون قادرا علي التعامل مع كل الجوانب الحياتية في الاقتصاد والاجتماع في السلوكيات والمعاملات في عادات الاستهلاك في تنظيم النسل والأرتقاء بمستوى المعيشة في العناية بالبيئة واتقان العمل في البناء والتعمير . وإذا كانت الشيوعية او الاشتراكية قد اثبت فشلها في الأرتقاء بالشعوب فإن نقيضها في الرأسمالية سوف يلقي نفس المصير إن آجلا أو عاجلا .. ويبقي الإسلام هو الأبقي هو الوسط والوسيطة هو الحرية المطلقة في حدود الشرع . هو المحبة والسلام هو التعاون والتكامل هو القوة الدافعة والمدافعة هو الكلمة الطيبة والعدل بالتي هي أحسن. هو السماحة التي تحتوى كل الأديان السماوية هو الماضي والحاضر والمستقبل.

word
pdf