حسن فتحي يبعث من جديد
منح جائزة حسن فتحي الدولية لعمارة الفقراء
لمؤسـسة هنديــــة
د/ عبد الباقي إبراهيم
في الوقت الذي نسيت فيه مصر رائدا من رواد الفكر المعماري هو الراحل حسن فتحى وتلاشت معه أهم أعماله في قرية القرنة غرب الأقصر. تقوم جهات أخرى خارج مصر بتكريمه والحفاظ على تراثه العلمي والفني. فقد أقامت منظمة الأغاخان للعمارة الإسلامية مركزا لأعمال حسن فتحى في مدينة جنيف سجلت فيه جميع تصميماته المعمارية بأسلوب علمي ليكون مرجعا للدارسين من كل أنحاء العالم حيث لا يزال شباب المعماريين في العالم يقرأون عن حسن فتحى وعن رسالته الإنسانية والحضارية. كما لا تزال أعماله تدرس في عدد من الجامعات الأجنبية.
وفى روما العاصمة الإيطالية تكونت جمعية خاصة تحمل اسم حسن فتحى يلتقي فيها المعماريون ليتدارسوا فكره وفلسفته ويعدون المعارض لأعماله تخليدا لذكراه ولعلمه وفي معهد الهندسة المعمارية بجامعة البليدة بالجزائر تكونت جمعية أطلقت علي نفسها اسم نادي حسن فتحي وهي جمعية تسعي إلي توثيق مطبوعاته وجميع ما نشر له وعنه أو ما صدر له من أفلام. هذا في الوقت الذي خصصت فيه جمعية إحياء التراث التخطيطي والمعماري بالقاهرة جائزة خاصة بعمارة الفقراء تحمل اسم حسن فتحي وقد منحت أول جائزة لعام 1992 لمؤسسة Auroville Building Centre ( AV_BC ) بالهند إذ لم تتقدم لها أي مؤسسة مصرية أو عربية.
إذا كان حسن فتحي قد رحل عن مصر بعد أن أجدبت أرضها فإنه قد بعث من جديد فكرا وعلما وتراثا في أراضي أخرى أكثر خصوبة. تأكيدا للمثل القائل أن زامر الحي لا يطرب. إن الفرق بين حسن فتحي وغيره من رواد الفن والعلم والموسيقي والغناء أن أعماله المعمارية بعيدة عن الأنظار وقابلة للاندثار بينما غيره من الرواد تستمر قصصهم تقرأ وموسيقاهم تسمع وغنائهم يطرب في كل مكان دون حدود لزمان.
