دكتور إسماعيل سراج الدين فى الميزان

دكتور إسماعيل سراج الدين فى الميزان2019-11-19T12:34:10+00:00

رأى الشـعـب
الأخـبــار

دكتور إسماعيل سراج الدين فى الميزان

دكتور عبد الباقي ابراهيم

كبير خبراء الأمم المتحدة في التخطيط العمراني سابقاً

 

 

نادراً ما يجود الدهر بشخصية لها دورها البارز فى التطور العلمى والثقافى على مستوى العالم شخصية مثل أمنحتب المتعدد المواهب والمهن أو مايكل أنجلو الفنان والمعمارى أو أينشتين أبو النسبية أو شكسبير الشاعر العالم ، أو بيتهوفن الموسيقار الأصم أو مدام كورى رائدة الأكتشافات العلمية أو طه حسين الأديب فاقد البصر أو العقاد الفيلسوف العصامى ، أو نجيب محفوظ أديب نوبل أو عبد الوهاب الموسيقار المجدد أو أم كلثوم قيثارة الشرق أو شخصية مثل ابن سينا رائد أطباء العلم أو الرازى أو الترمذى أو البخارى….وغيرهم وغيرهم ممن تمتلىء بأسماءهم الكتب والمعاجم وتركوا علامات مضيئة فى تاريخ الأنسانية ، سواء أكانوا من أهل المشرق أقصاه أو أدناه أو أهل المغرب شماله وجنوبه…من أعلام الفكر والعلم والثقافة والأدب ، وفى هذه السلسلة من أعلام العلم نبت من أرض مصر ظاهرة فريدة فى تكوينها موسوعة فى علمها وفكرها وأدبها وثقافتها ، تعيد إلى الأذهان الموسوعة الفنية والعلمية والثقافية لأمنحتب ومن جاءوا بعده من عمالقة العلوم والفنون والاّداب والأقتصاد، هذه الظاهرة بدأت بإتقان علوم العمارة والعمران وانتقلت إلى إتقان علوم التخطيط والإقتصاد ثم دخلت وتفوقت فى مجال البيئة والتنمية المستدامة كما أبدعت فى الثقافة والتربية والتعليم ، فجمعت وأوعت ووصلت إلى لم يصل إليه رواد العلم الأوائل الذين تركوا خطوطهم العريضة على صفحات التاريخ ، هذه شخصية مصرية المنشأ عربية الأصل إسلامية العقيدة عالمية المعرفة والإنتماء ، إنها قمة ولكن لاتزال مطموسة تحت أرض مصر.. ولم يعرف عنها إلا القليل مع إن اسمها يتردد فى المحافل الثقافية والإقتصادية والإجتماعية والعلمية فى كل أرجاء المعمورة.. كرمتها العديد من الجامعات الأوروبية والاّسيوية والإفريقية والأمريكية ولم تتعرف عليها حتى الأن أى جامعة مصرية أو عربية ، هذه الشخصية بهذا التكوين العلمى والثقافى هى بلا شك الأنسب لقيادة منظمة اليونسكو فى بداية الألفية الثالثة ، وقيادة اليونسكو ليست بالخبرات السياسية كما فى منظمة الأمم المتحدة حتى يكون التمثيل فيها للأقاليم أو القارات أو المنظمات ولكنها بالخبرات فى تطوير ونشر العلم والمعرفة فى الثقافة والعلوم والتربية وما يترتب على ذلك من إرتقاء بحياة الفرد والجماعة إقتصادياً وإجتماعياً خاصة فى المحتمعات الفقيرة حتى تضيق الفجوة الحضارية بين الطبقات فى العالم، إن مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بكل أبعادها الأقتصادية والأجتماعية والثقافية يؤكد بالضروروة الأرتباط الوثيق بين الثقافة والعلوم والتربية من جانب بالإقتصاد والتنمية البشرية من جانب اّخر فهذا الجمع المعرفى بين الثقافة والإقتصاد والتنمية هو المؤهل الأمثل لمن يتولى قيادة اليونسكو فى بداية القرن الواحد والعشرين ، والامر هنا لا ينطبق عليه مبدأ التمثيل الجغرافى أو الأقليمى كما لا ينطبق عليه مبدأ التبعية إذا كان المرشح من الشرق أو من الغرب أو من الشمال أو من الجنوب ولكن الأهم من كل ذلك هو المؤهلات الموسعية التى تستطيع أن تتصدى لنشر المعرفة والثقافة فى أبعادها الاقتصادية و التنموية بهدف خدمة الانسانية و محاربة الفقر وأمراض البيئة فى إطار التنمية المستدامة ، هذه المؤهلات لا تنطبق إلا على شخص الدكتور إسماعيل سراج الدين نائب رئيس البنك الدولى لشئون البيئة والتنمية المستدامة حالياً وصاحب التفوق والإبداع فى المجالات الثقافية والعلمية والتربوية على مستوى دول العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه ، والذى عمل على دفع المجتمعات المدنية لممارسة حقوقها الشرعية والإنسانية وساعد المنظمات غير الحكومية فى الأنشطة الثقافية والتنموية ، ودكتور إسماعيل سراج الدين الدين بذلك يصبح الوحيد المرشح من المجتمعات المدنية فى العالم بالإضافة إلى ترشيحه الرسمى الذى تقدمت به دولة بوركينافاسو ممثلة للأقطار الإفريقية ، واليونسكو كغيرها من المنظمات الدولية المتخصصة لا يهمها التمثيل الإقليمى لرياستها ولكن يهمها الكفاءة فى المقام الأول وذلك بشهادة علماء العالم الذين اجتمعوا فى باريس لتأييد الدكتور إسماعيل سراج الدين لهذا المنصب الأمر الذى لم يتوفر لأى مرشح اّخر وإن كانوا جميعهم من الشخصيات المرموقة كل فى تخصصه ، وإذا كانت الصحف المصرية قد تجاهلت التأييد الشعبى للدكتور إسماعيل سراج الدين اللهم إلا من بعض المقالات من كبار الكتاب المثقفين… فربما يكون ذلك راجع إلى الحرج الذى وقعت فيه مصر لوجود مرشح عربى اّخر… إلا أنه لا حرج فى الحق وإختيار الأحق ، فالعرب عندما يتبارون فى حلقة السباق الدولية لابد لهم من إختيار أفضل لاعبيهم دون النظر إلى الدولة التى ينتمون إليها حتى لايخسروا السباق ، بل ربما يختارون الأفضل لهم عالمياً حتى ولو كان من موزمبيق…

مع تمنيات المجتمع المدنى بمصر للدكتور إسماعيل سراج الدين بالتوفيق ليس لذاته أو لشخصه ولكن للقيم والتطلعات الحضارية التى يدعو إليها ولما فيه صالح الإنسانية قاطبة .

word
pdf