على الشباب أن يؤمن بقيمه حفاظا على المستقبل العربى

على الشباب أن يؤمن بقيمه حفاظا على المستقبل العربى2019-12-08T14:37:12+00:00

على الشباب أن يؤمن بقيمه حفاظا على المستقبل العربى

الشرق – الدوحة – قطر 3/4/1988

المهندس الدكتور / عبد الباقى محمد ابراهيم فاز بجائزة منظمة المدن العربية كأحسن مهندس معمارى عربى فى الدورة الثانية لعام 1988م … قام بتصميم مجموعة من المبانى لها طابع عربى اسلامى مميز … ومنها سوق القاهرة الدولى … ومقر الأمم المتحدة فى الرياض … ومدينة النورس السياحية ومبنى ادارة الطرق والمجارى ومسجد الكورنيش فى جدة. ونال الميدالية الذهبية من نقابة المهندسين عام 1986م كرائد من رواد المعمار. 
لقد أكد على ان إثراء الفكر المعمارى العربى ضرورة هامة لتحقيق نهضة عمرانية حضارية اسلامية متطورة. 
من هو الدكتور عبد الباقى محمد ابراهيم من واقع الملفات الرسمية؟ 

د. / عبد الباقى محمد ابراهيم من مواليد 1926م بالشرقية بجمهورية مصر العربية. _متزوج وله ولدان الكبير مهندس معمارى والثانى طبيب بشرى ومقيم فى القاهرة فى ضاحية مصر الجديدة. نشأت فى أسرة ريفية الأصل وتعلمت فى مدارس الريف ثم انتقلت للتعليم الجامعى بالقاهرة ،الوالد تعلم بالأزهر ولكن عمل بالزراعة. والام كانت غير متعلمة ولكنها حرصت على تعليم أولادها كل الحرص. بعد التعليم الثانوى ظهرت لدى الرغبة فى تعلم العمارة ومن هنا التحقت بكلية الهندسة ودرست بقسم العمارة. ثم حصلت على بكالوريوس العمارة بتقدير امتياز وكنت اول الدفعة. ثم سافرت بعد ذلك فى بعثة علمية إلى لندن للحصول على بكالوريوس العمارة مرة أخرى من جامعة (ليفربول) فى عام 1954م ثم الماجستير فى التصميم الحضرى من نفس الجامعة وحصلت على الدكتوراه من جامعة (نيوكسل) سنة 1959م 
ما هو التدرج الوظيفى للدكتور عبد الباقى؟ 

لقد تدرجت فى السلك الوظيفى الجامعى من معيد إلى مدرس ثم أستاذ مساعد ثم أستاذ. ثم رئيس لقسم العمارة بهندسة عين شمس من سنة 1983م إلى سنة 1986م فى هذه الاثناء أنتدبت للأمم المتحدة كخبير فى التخطيط العمرانى لمدة عامين فى الكويت وكذلك كنت كبيرا لخبراء الأمم المتحدة فى السعودية من 1973 – 1979م وكان يعمل معى حوالى 25 خبيراً من مختلف الجنسيات العالمية فى مجال التخطيط العمرانى. 
هل ظهرت لكم أثناء توليكم هذه المناصب حقيقة تخطيط المدينة العربية والاسلامية؟ 
نعم كان لهذه الفترة أثرها الواضح فى التعرف على المشاكل الحقيقية للمدينة العربية الاسلامية ووضع النظريات التخطيطية التى تتناسب مع أوضاع المدن العربية وكان فى ذلك أيضا بداية لنشاط عملى واستشارى فى نفس مجال العمارة والتخطيط العمرانى. 

هل ترجمت هذا النشاط؟ 
نعم قمت بانشاء مؤسسة خاصة أسميتها (مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية) هذا بجانب عملى الاكاديمى بالجامعة وكان هذا المركز المتنفس العلمى والفكرى للنظريات والاساليب المعمارية والتخطيطية التى لم نستطع تحقيقها بالجامعة. 
والمركز يحتوى على عدة أنشطة متكاملة علميا واستشاريا. فمن الجانب العلمى يصدر عن المركز مجلة شهرية بعنوان (عالم البناء) تخاطب العامة والخاصة وتسعى لتأصيل القيم الحضارية عند المعماريين وغير المعماريين من المتعاملين معهم. 

كما يقوم المركز بتنظيم الدورات التدريبية فى مجالات متعددة تخطيطيا ومعماريا ويقوم المركز كذلك باجراء دراسات علمية لمنظمات وجامعات عالمية واسلامية. 
هل هناك ثراء فكرى وتخطيطى على ضوء ذلك؟ 

نعم كان لذلك أثره فى الثراء الفكرى والمعمارى والتخطيطى الذى ظهر فى مجموعة الكتب المعمارية التخطيطية للمركز حيث أن المركز له نشاطه التنظيمى. 
إذن يمكن أن نقول أن للمركز رسالة يؤديها لخدمة العرب والعالم. 
نعم للمركز رسالة حضارية يؤديها لخدمة المجتمع العربى والاسلامى وهذا ولله الحمد ما حققناه فى المركز تتويجاً لنشاط علمى كبير. 
هل شارك المركز فى مؤتمرات واقاماتها؟ 

نعم لقد كلف المركز بتنظيم عدد من المؤتمرات المحلية والدولية وشارك فيها بأبحاث مختلفة ومن هنا بدأ المركز يأخذ وضعه العربى والعالمى. 
وله العديد من الاتصالات العلمية مع الجامعات الاجنبية والمنظمات الدولية ومن كل ذلك تتبلور رسالة المركز فى إثراء الفكر المعمارى العربى وكذلك فى النشر والممارسة وهذا ما حققه المركز على مدى ثمانى سنوات. 
هل الجائزة التى حصلت عليها لعمل معين أو لهذه الأعمال التى قمت بها؟ 
كل هذه الاعمال هى التى منحتنى الجائزة وحصلت على جائزة المهندس المعمارى العربى التى منحتها منظمة المدن العربية وهى فى الواقع ليست نهاية لنشاط ولكنها بداية لدفعات أخرى متطورة تهدف للارتقاء بالبيئة المعمارية والعمرانية للمجتمعات العربية والاسلامية. 

هل لكم هوايات مفضلة؟ 
من حيث مشاركتى فى المؤتمرات والندوات العلمية فى الداخل والخارج يصبح الوقت كله يستغل فى تحقيق أهداف المركز. والهوايات العلمية المفضلة. 
ولكن فى نهاية الاسبوع أقضى الخميس والجمعة على شواطىء البحيرات المرة فى منتصف قناة السويس حيث تمتزج طبيعة  البحر بطبيعة الزراعة فى هذه المنطقة. 
هل لكم ملاحظات على تدريب النظريات الأجنبية فى علم التخطيط فى بلادنا العربية وجامعاتها؟ 

من الخطأ الكبير التى تقع فيه بعض الجامعات العربية ان تدرس علوما ترتبط بالبيئة المحلية والمجتمع المحلى فنحن كعرب ومسلمين لنا عاداتنا وتقاليدنا العربية والاسلامية ولنا حياتنا الخاصة فيجب علينا الحفاظ على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا العريقة ونحن ولله الحمد عندنا العلماء والجامعات والخبرات التى اذا نسقت واتحدت مع بعضها فتخرج المناخ والنظريات التى تستخدمها فى بلادنا لأن متطلبات عشرين عاما تحتاج إلى عدة أمور تؤخذ فى الحسبان وهى – التربة والمياه الجوفية والمناخ والضغط الجوى ولكل عنصر من هذه العناصر أثره ولا بد من معرفة قدراتها على التحمل لتصميم الاساسات وكذلك دراسة منسوب المياه الجوفية فى الاراضى لانه كلما ارتفع منسوب المياه فى الاراضى كلما كان التأسيس أكثر وأضمن ولابد أن يكون منسوب المياه الجوفية على بعد متر أو اثنين من سطح الارض على الأقل وكذلك المناخ الذى يشمل الحرارة والرطوبة والرياح والامطار والضغط الجوى. وكل على حدة له نسبة معينة لاقامة المبنى أو المشروع المراد انجازه. 
العلوم مستوردة من الخارج فالعلوم الانسانية والاجتماعية أو الاقتصادية أو العمرانية المرتبطة بالمجتمع لابد أن تنبع من بيئة هذا المجتمع وقيم هذا المجتمع وتاريخ هذا المجتمع وحاضره ومستقبله والا فقدت النظرية كيانها وواقعيتها. واذا فقدت النظرية واقعيتها فقدت قيمتها كنظرية كذلك فلابد من البحث عن نظريات محلية لكى تدرس فى الجامعات العربية لخدمة المجتمع العربى. وهذه ظاهرة حضرية يظهر فيها الفن والتنافس العربى للجامعات العربية سواء بطريقة مباشرة من خلال الكتب والمطبوعات أو بطريقة غير مباشرة عن طريق الاساتذة و المدرسين الذين ينقلون نظريات الجامعات الأخرى لواقعنا العربى.

هل لكم من كلمة للشباب؟ 
على الشباب العربى أن يؤمن بالله ووطنه وبيئته وقيمه وتراثه مهما كان الانبهار الثـقافى والفنى والعلمى والتكنولوجى الغربى فهذا الانبهار يفقد الشباب شخصيته وذاتيته وبالتبعية يفقد المستقبل العربى شخصيته وذاتيته … والايمان بالله قبل كل شىء حتى يصبح الشاب العربى قويا بدينه وعلمه وعروبته. 
هل من شىء آخر؟ 
أوجه شكرى وامتنانى إلى بلدى الثانى قطر حكومة وشعبا على تنظيمها لهذه الندوة والمجهود الضخم الذى بذله المعنيون بهذا الأمر. وكذلك شكرى لمكتب المنظمة بالكويت الشقيقة.

word
pdf