عمارة الفقراء… وحسن فتحي
الأستاذ/ أحمد بهجت – جريدة الأهرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أثار خطاب السفير أحمد الملا إليكم بخصوص عمارة الفقراء الذي تبناها المعماري المصري الكبير حسن فتحي.. الذي ترأس المؤتمر الأول للمعماريين المصريين في إبريل الماضي. والمؤتمر لم يتطرق إلى العمارات الشاهقة أو الفاخرة كما لم يتطرق إلى عمارة الفقراء, ولكنه جاء معبرا عن قلق المعماريين المصريين عن مستقبل العمارة في مصر مهنيا وعلميا.. وهو يجمع صفوف المنظمات المعمارية المتناثرة في منظمة واحدة كما هو الحال في كل أنحاء العالم حتى يكون له صوت قوي يستطيع أن يرفعه للدعوة إلى إنشاء عمارة الفقراء والعمل على إقامة التكنولوجيا المتوافقة للبناء في مصر وهي الدعوة التي صدرت عن الأستاذ حسن فتحي وسمعت أصدائها في جميع أنحاء العالم وانعكس صداها أخيرا في وطنه في مصر.. ولولا أن عرف العالم حسن فتحي لما عرفه المصريون وهو يعيش مغتربا بينهم ما يقرب من نصف قرن من الزمان.. لقد حصل حسن فتحي على العديد من الجوائز المعمارية العالمية فقط لدعوته الإنسانية للبناء للفقراء.. ولكن الموضوع في النهاية ليس في يد المعماريين المصريين أكثر مما هو في يد المسئولين عن اتخاذ القرارات وهم أبعد ما يكونوا عن العمارة أو الحضارة.. والأمثلة عديدة في كل مشروعات الإسكان الاقتصادي التي أقيمت في مصر على مدى ربع قرن من الزمان. لم يكن للمعماري فيها قول أو رأي فهي نماذج موروثة لا تتعدل ولا تزول.. وانتهى الأمر بعد ذلك إلى تكليف المقاولين العموميين بالتخطيط والتصميم والتنفيذ وهكذا تم القضاء على العمارة والمعماريين في مصر.. صوت النقابة مع المقاولين أكثر منه مع المعماريين بحكم التخصص, وجمعية المعماريين المصريين التي يرأسها أحد الوزراء السابقين ليس لها حول ولا قوة لا مهنيا ولا علميا.. والأمل معقود على المؤتمر الدائم للمعماريين المصريين الأب الشرعي للعمارة والمعماريين في مصر مستمداً صفات الكفاح والنضال والإصرار من حسن فتحي. لقد بدأ العالم الخارجي يسمع صوت المؤتمر الدائم للمعماريين المصريين كما سمع صوت حسن فتحي من قبل.. والأمل في أن تصل أصداء هذا الصوت إلى المسئولين في الداخل…
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
دكتور/ عبد الباقي إبراهيم
عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر الدائم للمعماريين المصريين
