من مجلة عالم البناء … إلى مجلة البناء

من مجلة عالم البناء … إلى مجلة البناء2019-11-20T11:02:19+00:00

من مجلة عالم البناء … إلى مجلة البناء

 

 

تقبلت بمزيد من الشوق العدد السابع والثلاثون وكان حافلا بالأخبار والنقد الفنى والتحقيق المعمارى لأكبر مشروعات العصر وهو توسعة الحرم النبوى الشريف … وسعدت بالأخص عندما وجدت الإهتمام الواضح بالتراث التاريخى … وهو قريب لما يحتويه بين صفحاتى شهريا كجزء خاص بعالم الآثار … ومن التطور الملاحظ وضع الملخص باللغة الإنجليزية فى نهاية العدد وليس مع مادة كل باب على حده كما كان الحال فى الأعداد الأولى وأكثر من ذلك التقدم الملحوظ فى نشر كتالوج البناء… وكان بودى أن أكون أنا السباقة بهذا النشر حيث بدأت الاعلان عن ذلك منذ خمس سنوات ولكن لم أحصل على المادة التى يمكن أن تصلح لإصدار هذا الكتالوج وأن اختلف المحتوى … وأرجو أن تصلنى نسخة منكم حتى يمكن النشر عنها على صفحاتى الفنية ..

وإذا كنت قد ولدت بعدك فان قوة الدفع الأولى التى دفعتك للظهور بهذه الصورة المشرفة هى نفس قوة الدفع التى تحركنى إلى نفس الهدف وفى نفس الوقت الطريق وهو نشر المعرفة المعمارية على أوسع نطاق فى العالم العربى والإسلامى … وان كنت احاول أن أخاطب العامة والخاصة معا واصلهم شهريا حتى لا ينسون شكلى … وأنا سعيدة لأنى أصبحت جزء من حياة المعماريين فى معظم الدول العربية … بل ومرجعا لبحوثهم ودراساتهم كما أصبحت مع كل طالب عمارة لا يستغنى عنى فى حركاته وسكناته … وهذه ليست دعاية خاصة ولكنه الواقع … وأنا على يقين أن ما يسعدنى يسعدك اذا كنا ننتمى الى اسم واحد ولغه واحده ودين واحد وهدف واحد .

عزيزتى مجلة البناء … بعد أكثر من سبع سنوات من صدورى … حتى وصلت إلى العدد (85) … فاننى الآن أشعر بالإرهاق الشديد بسبب الجهد الخارق الذى يبذله المسئولين عن تحريرى … فنيا وماليا … وهم من محدودى الدخل.

ومع ذلك فالمسئولين عنى لا يتوقفون عن الانتاج والانجاز العلمى وقد بدأوا بجهازى المتواضع … يؤلفون الكتب المعمارية وصدر لهم حتى الآن ثمان كتب… أهمها كتاب تأصيل القيم الحضارية فى بناء المدينة الإسلامية المعاصرة وكتاب المنظور الإسلامى للنظرية المعمارية وهو فى غاية الأهمية… ثم كتاب المنظور التاريخى لعمارة المشرق العربى وهو يسعى إلى اعادة قراءة تاريخ المنطقة العربية من منظور يختلف عن منظور المؤرخين حتى هؤلاء الذين كتبوا عن تاريخ العمارة الإسلامية (مثلا)… كما صدر أيضا كتاب بناء الفكر المعمارى والعملية التصميمية وهو يسعى إلى توجيه الطالب أثناء العملية التعليمية وبعدها… وهو بذلك يصبح مدرسة فى حد ذاته… كما صدر عنا كتاب الاسكان فى العالم الإسلامى بالعربية والانجليزية والفرنسية وكتاب الإرتقاء بالبيئة العمرانية بالعربية والانجليزية . وكتاب كلمات صحفية فى الشئون العمرانية ثم الكتاب الأول من سلسلة المعماريون العرب البقية عن المعمارى المصرى صلاح زيتون… ويليه الكتاب الثانى عن حسن فتحى ما له وما عليه… والبقية تأتى أن شاء الله…
منذ مدة طويلة لم اشاهدك … ولم تصلنى اعدادك الأخيرة مع أننى أواظب على الوصول إليك كل شهر تقريبا… وان كنت أتأخر فى بعض الأحيان لظروف خارجه عن نطاقى…ومع ذلك فأنا أرى أن يكون بيننا ود أكثر وتعاون أكثر… أنشر أخبارك ونشاطك وتنشرين أخبارى ونشاطى وهو كثير ومتشعب فانا أصدر من خلال مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية الذى أصبح له وضعه المرموق فى العالم العربى والاسلامى. فما بالنا لا ندعوا إلى إجتماع خاص يمكن أن ننسق فيه أعمالنا وانجازتنا… خاصة وان الأخت المعمارية وجدان ماهر سوف تصدر مجلتها المعمارية – عمارة – فى العراق العربى الذى يشهد نهضة معمارية وعمرانية واسعة بالرغم من المحنة التى يمر بها حاليا… ثم لماذا لا ننظم معا ملتقى فى جامعة العمارة العربية… نناقش شجون العمارة العربية ومستقبلها… وننشر مناقشات المشاركين فيها… ونحن لسنا أقل من غيرنا فى العالم الغربى…

عزيزتى مجلة البناء – لقد حدثنى المسئولين عنى عن مراحل اعدادك الست الأولى الذين شاركوا فى اعدادها وتحريرها ويظهر ان المسئولين عنك قد نسوا هذه المرحلة أو تناسوها… وهذه ليست من خصال العرب..
فكم سهر المسئولين عنى الليالى يعدون ويكتبون ويراجعون أعدادك الأولى… كل ذلك قبل ولادتى بسنة… لا أظن الايام يمكن أن تمحوا الافضال… أو حسن الخصال..ونحن لسنا أقل من المجلات الغربية شكلا وموضوعا… ومع ذلك فهم يجتمعون ويتعاونون وكم رأى المسئولين عنى مجلات أخرى تصدر فى الهند والباكستان… بخلاف ما يصدر فى الغرب ثم رأوا أصحابها يتحدثون فى النقد المعمارى فى ندوة الاغاخان فى مالطا فى الشهر الاخير من عام 1987م… فهل لنا أن نجتمع لنناقش نفس الموضوع “النقد فى العمارة العربية”… هل لنا أن ننظم المسابقات المعمارية المشتركة سواء فى مجال البحث أو الدراسة أو التصميم… بدلا من أن نترك ذلك لغيرنا يتولون أمرنا… هل نتبادل الكتب والمؤلفات وننشر عنها لقرائنا فى العالم العربى والإسلامى.

هناك العديد من مجالات العمل المشترك… المهم الإيمان بالرسالة الحضارية… بخلوص النيه وحسن القصد… والله مع العاملين المجدين المخلصين…
مع خالص تمنياتى القلبية بإستمرار
التوفيــــــق والنجــــــــاح ،،،

word
pdf