مهرجان العمارة العربية
دكتور عبد الباقي إبراهيم
رئيس مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية
تعددت المهرجانات في مصر أخيراً .. فظهر مهرجان الأغنية تحت رعاية وزارة السياحة وقبلها كان مهرجان التلفزيون تحت رعاية وزارة الأعلام وقبلها مهرجان السينما تحت رعاية وزارة الثقافة التي تعد لمهرجانات أخرى للفنون التشكيلية .. هذا بالإضافة إلى مهرجان الموسيقى العربية وغيرها من الفنون وذلك بهدف اثراء الحركة الثقافية في مصر وتنشيط سياحة المؤتمرات … وقد عنيت معظم المؤتمرات بالفنون الوضعية التي تقام وتختفي ليحل محلها إنتاج آخر متجدد وهكذا ، وكلها فنون تخاطب وجدان الفئات المثقفة من الجماهير التي تتابع مثل هذه المهرجانات .. وفي هذا البحر الخضم من مهرجانات الفنون المختلفة سقط الفن المعماري سهواً أو تناسياً مع ان وزارة الثقافة ترعى الفنون المعمارية وقد بادرت بموضوع التنسيق الحضري الذي لم تظهر آثاره بعد فنياً أو تنظيمياً أو إدارياً .. وتاه هو الأخر في بحر المهرجانات وفي المجلس الأعلى للثقافة لجنة متخصصة اسمها لجنة العمارة لا عمل لها ألا الاجتماع وطرح موضوعات للمناقشة تنتهي لتوصيات لا ينفذها أحد .. فهي ليست كغيرها من لجان الفنون التي تجد لها أجهزة إدارية خاصة في إطار التنظيم العام لوزارة الثقافة ، فهناك المركز القومي للفنون التشكيلية الذي يرعى حركة الفن التشكيلي وينظم لها البينالي تارة والترينالي تارة أخرى سواء على المستوى المحلي أو الدولي .. مع ان العمارة هى أحد افرازات الفن التشكيلي المجسم والذي لا يحمل أو لا يهدم .. ويبقى عشرات السنين بل مئات السنين معبراً عن الواقع الحضاري للدولة في كل فترة من فترات التاريخ . وقد حان الوقت لتنظيم مهرجان للعمارة العربية يعرض فيه نماذج من الإنتاج المعماري المتميز في العالم العربي .. وتقدم فيه جلسات النقد والنشر والتعاون العربي الفكري والمهني .. ويشترك فيه كبار المعماريين العرب وشبابهم المتطلعين إلى افراد الفكر المعماري على المستوى العربي . ويمكن ان تعقد مسابقات بين كليات العمارة في العالم العربي تنشر الأعمال المتميزة فيها في هذا المهرجان .. مع غيرها من الأعمال في شكل مخططات أو مجسمات .. وتستكمل الصورة بعرض أفلام معمارية توضح الواقع الحضاري للأمة العربية في الماضي والحاضر والمستقبل كما يتحدث فيها كبار المعماريين العرب وربما غير العرب ممن لهم علاقة بالعمل المعماري في العالم العربي . إذ أشارت وزارت الثقافة في تبني هذا المهرجان الحضاري الكبير فيمكن ان تستقطب اليه احدث ما انتجتة المصانع العربية من مكملات وتجهيزات معمارية .
هذه الدعوة نرجو ان يتلقاها السيد / فاروق حسني الفنان بصدر رحب وبحماسه المعهود وقدرته على التنفيذ حتى يكون المهرجان المقترح ملتقى ليس للمعماريين فقط ولكن للفنانين والأدباء واصحاب الفكر فالعمارة خير معبر عن فنون المجتمع فهي نتاج اجتماعي ثقافي حضاري قبل ان يكون نتاجاً فنياً ووظيفياً
