نحـو ميثـاق عمل عمرانـى .. عربـى إسلامـى
الدكتور عبد الباقى إبراهيم
رئيس مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية
الأخبار 3/1/2001
فى برلين وفى الفترة من 4-6 يوليو 2000 وتحت رعاية الأمم المتحدة عقد مؤتمر عمران 21 حيث حضر جلسة الإفتتاح السيد كوفى عنان السكرتير العام للأمم المتحدة والمستشار الألمانى جروهارد شرويدر وذلك بمبادرة من دول البرازيل والمانيا وسنغافورة وجنوب أفريقيا تحت عنوان المبادرة العالمية للتنمية المستدامة .
وقد صدر إعلان برلين معبراً عن مشاركة حوالى 1000 مدينة وحكومة ومنظمة من 100 دولة وموجهاً إلى إجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة فى نيويورك عام 2001 م .
وينص الإعلان على أن العولمة والثورة فى تكنولوجيا المعلومات سوف تزيل الحدود بين الدول الأمر الذى سيزيد من التواصل بين مدن العالم وهناك إتجاه لتوازن القوى بين المركزية واللامركزية وهناك تزايد فى مشاركة المرأة والحفاظ على حقوق الإنسان والمشاركة فى العناية بالبيئة .
كما يتضمن إعلان برلين أن المدن والحكومات يجب أن تتبنى سياسة عمرانية تناسب العمليات التخطيطية وتتكامل فيها الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والبيئية والمكانية للتنمية مع النظر إلى التكامل بين المدينة والأقليم وبين الحضر والريف والمناطق الخالية مع ضرورة قيام المدن بمحاربة الفقر ومواجهة الإحتياجات الأساسية للمواطنين وأن تتقبل إدماج المناطق العشوائية فى النسيج العمرانى والهيكل الإجتماعى للمدينة إذا كان ذلك مناسباً والحفاظ على مناطقها التراثية والثقافية والمعمارية والمناطق الجميلة وتنسيق المواقع لإسعاد المواطنين وتبنى التخطيط الأنسب لإستعمالات الأراضى والإجراءات التنفيذية لدفع الجوانب الإقتصادية وتفعيل سوق الأراضى وتوفير السكن المناسب لقدرات المواطنين مع توفير البنية الأساسية وتبنى نظم النقل المتكاملة السريعة والآمنة وإحسان إدارة إستعمال السيارات الخاصة وتشجيع إستعمال طرق النقل الصديقة للبيئة ، وإحسان التوازن بين البيئة الطبيعية والمبنية وإتخاذ اللازم للحد من تلوث الهواء والماء والصوت بهدف تحسين المعيشة والحياة عند المواطنين .
وقبل ذلك وفى الفترة من 28 يونيو إلى 2 يوليو 2000 إنعقد فى مدينة ديساوى فى المانيا أيضاً مؤتمر المنظمة الدولية
” إيكلى ” لمناقشة مدن العالم 21 والمنظمة تعنى بالتنمية المستدامة لعمران المدن إدارياً وإقتصادياً وإجتماعياً وبيئياً – ولما كان هناك تشابه كبير فى أهداف هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الدولية مثل منظمة ” الايولا ” للإدارة المحلية ومنظمة المدن الجديدة بفرنسا وبرنامج الأمم المتحدة للمنظمات البشرية وغيرها من المنظمات وحتى لايحدث أى تضارب بين هذه المنظمات فيما بينها بعضها البعض حتى تستطيع كل منها ان تقدم مشروعاتها للمساعدات الفنية وباحثة عن التمويل اللازم لذلك من برنامج الأمم المتحدة الإنمائى او من الدولة المانحة فقد عقدت إتفاقيات تعاون بين بعض من هذه المنظمات تفاديا لتصادم المشروعات وكانت مداخلاتنا فى هذين المؤتمرين موجهة إلى ضرورة تقديم المساعدات المختلفة التى تقدمها هذه المنظمات فى صورة حزمة متكاملة لمختلف أوجه التنمية العمرانية على أن تقدم من خلال المنظمات الإقليمية المحلية مثل منظمة العواصم والمدن الإسلامية أو منظمة المدن العربية مع مدها بالآليات والقدرات الذاتية حيث أنها الأقرب لمشاكل المدن الأعضاء فيها .
ويتضح من هذه الحركة المتلاحقة من المؤتمرات الدولية أن مشاركة الدول العربية والإسلامية فيها كانت مشاركة هامشية إن وجدت وإذا كان هناك قليل من التواجد العربى الإسلامى فى بعض هذه المؤتمرات إلا أنه لم تظهر أى مشاركة لهذا التواجد سواء فى مراحل التنظيم أو إتخاذ القرارات او المدخلات .
ويرجع ذلك إلى تواضع الحركة الفكرية العمرانية فى العالم العربى والإسلامى وكذلك محدودية نشاط المنظمات الإقليمية ذات العلاقة الأمر الذى يستوجب تنشيط دور هذه المنظمات حتى يمكن إعلان ميثاق عمل عمرانى عربى إسلامى تشارك فى إعداده منظمة العواصم والمدن الإسلامية ومنظمة المدن العربية ومجلس وزراء الإسكان العرب بالجامعة العربية والمؤتمر الإسلامى والصندوق الإسلامى للتنمية وإدارة جائزة دبى لأفضل المشروعات العمرانية وغيرها من المنظمات ذات العلاقة فى العالم العربى والإسلامى بعد أن تتدارس فيما بينها مستقبل العمران فى أقطارها المختلفة خلال القرن الواحد والعشرين تحت عنوان “Arab Islamic Urban 21 ” وذلك من خلال مؤتمر عربى إسلامى تصب توصياته فى النهاية فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة التى سوف تنعقد عام 2001 م لمناقشة مستقبل عمران العالم .
