هموم العمارة والعمران

هموم العمارة والعمران2019-11-27T08:41:01+00:00

هموم العمارة والعمران

فى جمهورية مصر العربية

     د. عبد الباقى إبراهيم

 

 

عمان  – 27 إبريل 1997

1-      طبيعة العمران المصرى – 4% من السكان (60 مليون) على 96% من الأرض [مليون كيلومتر مربع] – التركز الشديد – الكثافة العالية – ضيق الحرية فى الامتداد والإبداع والابتكار (محدد المياه).

2-      مصر بين الشرق والغرب – أخذت من حضارة الشرق وتكاد تفقدها لتأخذ من حضارة الغــرب (القشور وليس المضامين) – الغزو الثقافى والاقتصادى بعد الغزو العسكرى . تغير ملحوظ فى البنية الثقافية والإجتماعية – إنعكس بالتالى على البنية العمرانية – النظريات المعمارية مستوردة – النظريات التخطيطية مستوردة – المناهج التعليمية أخذت الشكل والمضمون الغربى – لا زالت  كثيراً من أقسام العمارة تعمل فى إطار كليات الهندسة – الخريج يحمل شهادة الهندسة المعمارية وليس العمارة.

3-    الاتجاهات المعمارية السائدة – الأغلبية تتبع عمارة الشارع التى تخضع إلى محددات قانون تنظيم البناء الذى يحد من الإبداع والابتكار. البعض يلجأ إلى المجلاّت الغربية يستقى آخر صيحة فى موضة العمارة. البعض يلجأ إلى محاولة تأصيل القيم الحضارية فى العمارة المعاصرة – محاولات كثيرة لم تصل بعد إلى حد النضج إلا فى القليل من الأعمال المعمارية.

        العمارة فى مصر تتأرجح بين ثقافة المعمارى من جهة وثقافة صاحب العمل من جهة أخرى واللوائح والقوانين المنظمة لأعمال البناء من ناحية ثالثة – المنظمات المهنية ليس لها أى دور من الإنتاج المعمارى – نقابة المهندسين تمنح العضوية وحق الممارسة فوراً بعد التخرج – وجمعية المهندسين المعماريين كإحدى الجمعيات الهندسية ليس لها اى اثر واضح فى أي شىء. ولجنة العمارة فى المجلس الأعلى للثقافة عاجزة تماماً عن نشر الثقافة المعمارية. شعبة الهندسة المعمارية فى نقابة المهندسين ترعى المنازعات المهنية ولا شئ بعد ذلك.

4-    دخل المعمارى الأجنبى مصر فى عهد إسماعيل باشا فى نهاية القرن التاسع عشر، الإيطاليون واليونانيون بصفة خاصة والإنجليز بصفة محدودة. ظهرت أعمال هؤلاء فى وسط مدينة القاهرة والإسكندرية. ثم بدأ البحث عن إضفاء صفة المحلية على العمارة الرسمية فى مصر فى بداية الأربعينات، فأقيمت بعض المبانى المستوحاة من الطابع الإسلامى كما يقولون وبعضها بالطابع الفرعونى – الشكل الخارجى دون المضمون الداخلى.

        ثم بدأت النظريات المعاصرة تتسرب إلى العملية التعليمية – فانتقلت المدارس الغربية إلى العديد من الأعمال المعمارية منذ الخمسينيات إلى الوقت الحاضر. وبالرغم من صيحات المرحوم حسن فتحى إلا أن القلة القليلة بدأت تعى الدرس الحضارى والثقافى وأخذت تبحث لنفسها عن طريق لتحقيق هدف الربط بين الأصالة والمعاصرة.

–      ودخل المعماريين الأجانب مصر مع المنح التى تقدم للدولة. اليابانيون مع منحة بناء الأوبرا – الصينيون مع منحة بناء قاعة المؤتمرات – الأمريكيون مع بناء مركز تجارى إدارى والفنادق الكبرى – الإنجليز مع بناء مركز القاهرة الإدارى وهكذا… الأمر الذى أكد الاغتراب المعمارى فى مصر. وفى انتظار اتفاقية حرية التجارة العالمية مع حرية حركة الأعمال الإستشارية.

–      وأول المعماريين الرواد فى مصر ظهر حسن فتحى الذى لم يحظى إلا بالتقدير المعنوى بعد أن ذاع صيته فى الخارج. ثم ظهرت مجموعة من الشباب مثل عبد الواحد الوكيل ، عبد الحليم إبراهيم ، وجمال بكرى من الذين التزموا بالقيم الحضارية للعمارة المعاصرة. وغيرهم  ظهر العديد من المعماريين الذين تباروا فى الإظهار والإبهار وتقليد ما هو جديد.

        وهكذا تظهر ظاهرة الصراع الفكرى فى العمارة والعمران فى مصر.

word
pdf