وزراء الإسكان العرب.. وحسن فتحي

وزراء الإسكان العرب.. وحسن فتحي2019-11-20T09:37:18+00:00

وزراء الإسكان العرب.. وحسن فتحي

 

د. عبد الباقي إبراهيم

 

 

تمخض اجتماع اللجنة التنفيذية لمؤتمر وزراء الإسكان العرب عن عدة قرارات وتوصيات كان أهمها منح اسم حسن فتحي جائزة المهندس العربي تكريما له على ما قدمه من فكر وما قام به من أعمال في مجال إسكان الفقراء رفعت من قدره على المستوى العالمي ومنحه الاتحاد الدولي للمعماريين الجائزة الذهبية ومنحته مؤسسة الأغاخان جائزة التميز العالمية ومنحته جماعة البنائين الأمريكيين جائزة أحسن مهندس في العالم, كما حصل على عدد كبير من شهادات التقدير وترجمت أعماله لعدد من اللغات وتدرس مبادؤه في جامعات العالم.. وقد رحل حسن فتحي وترك تراثا فكريا ومعماريا لم تحافظ عليه وزارة الثقافة المصرية بل سارعت منظمة الأغاخان وسجلت هذا التراث تسجيلا علميا وأقامت له معهدا لتكنولوجيا البناء المتوافقة بهدف نشر الوعي الثقافي والعلمي لحسن فتحي وعندما رحل الرجل قامت أجهزة الإعلام بتأبينه من خلال عرض أعماله كما أبنته كلية الفنون الجميلة في شكل ندوة عنه وعن أعماله ثم كرمته جمعية إحياء التراث التخطيطي والمعماري بتنظيم جائزة عالمية تحمل اسمه وتهتم أساسا بالبحوث والإنجازات الخاصة بعمارة الفقراء. ولم تتحرك أي مؤسسة محلية أو خارجية لدعم هذا الاتجاه الذي كان يسعى إلى تكريم حسن فتحي من خلال دعم مدرسته الفكرية واستمرارها لخدمة الإنسانية.

وأخيرا جاء قرار وزراء الإسكان العرب بمنح اسم حسن فتحي جائزة المهندس العربي تخليدا آخر لاسمه وتتويجا لفكره ويبقى أن تقيم له تمثالا نتأمله كلما نسيناه. وكان الأجدى أن يخلد وزراء الإسكان العرب اسم حسن فتحي باسلوب أكثر احتراما وأعمق فعالية وذلك بإنشاء معهد يحمل اسمه ويعمل في بحوث تكنولوجيا البناء المتوافقة والقيام بمشروعات إسكان رائدة يطبق فيها منهجه العملي في البناء بالجهود الذاتية والأساليب التعاونية توفيرا للمال والوقت والفاقد الناتج عن أساليب البناء باسلوب شركات المقاولات. وكان من الأولى أن يخصص وزراء الإسكان العرب جائزة بأسمه لأحسن المشروعات أو الدراسات التي تنتهج منهج حسن فتحي إذا كان لديهم القناعة التامة بفكره ومنهجه وكان الأولى بهم تكريم الفكر بدلا من تكريم الاسم فقد نال اسم حسن فتحي كل التكريم في كل أنحاء العالم ويبقى أن ينال فكره نفس التكريم من مؤسسات أو مشروعات أو جوائز تحمل اسمه.. وأمام وزراء الإسكان العرب فرصة أخرى لإعادة النظر في هذا الأمر في مؤتمرهم القادم.

word
pdf